أسس التسويق عبر السوشيال ميديا في قطاع المطاعم
١- استيعاب شخصية المستهلك:
يتطلب احتراف التعامل مع السوشيال ميديا فهماً عميقاً للجمهور المستهدف وخصائصه، وليس فقط استخدام الأساليب الإبداعية في الحملات الإعلانية. يجب على أصحاب المطاعم التعرف على احتياجات الشرائح المجتمعية المحيطة بهم وتحليل تأثير المحتوى الذي يقدمونه، بهدف تحويل الزبائن الجدد إلى زبائن دائمين. كما ينبغي عليهم الاستماع إلى آراء الضيوف ومراقبة التغيرات في قنوات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على الزبائن الدائمين. من المهم أيضاً البحث عن الجمهور المحتمل عبر المنصات الأكثر شعبية وتخصيص الرسائل الدعائية وفقاً لذلك. تساعد أدوات التحليل المتاحة في منصات مثل “فيسبوك” على فهم تفاعل الجمهور وتقييم فعالية الاستراتيجيات التسويقية.
٢- تصميم سياسة رد ناجحة:
تتجلى أهمية تصميم سياسة رد ناجحة في تعزيز العلاقة مع العملاء من خلال التواصل الفعّال، مما يسهم في بناء صورة إيجابية عن العلامة التجارية، حتى في ظل التعليقات السلبية. يتطلب ذلك وضع سياسة مدروسة للرد على الآراء والتفاعل عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مما يساعد في تحسين الصورة الذهنية للمطعم وزيادة شهرته. من الضروري أن تتماشى سياسة الرد مع استراتيجية النشر والدعاية، حيث يمكن أن تعزز هذه السياسة تجربة العملاء وتحفزهم على زيارة المطعم. كما يُعتبر الاستفسار عن جودة الخدمات والمأكولات وسيلة فعالة لإظهار الاهتمام بالعملاء وتعزيز العلاقة معهم.
٣- اختيار اللغة والوسيلة والتوقيت المناسب:
في هذا الإطار، يوصى بنشر المحتويات المرئية، مثل الصور، من 4 إلى 7 مرات أسبوعياً للحفاظ على نشاط الحسابات دون إرهاق المتابعين، مع التأكيد على أهمية تضمين الصور أو مقاطع الفيديو في التغريدات لزيادة التأثير. يُنصح باستخدام ميزات مثل “Stories” و”IGTV” و”Reels” لتعزيز استراتيجية التسويق. من الضروري أيضاً دمج روابط حسابات التواصل الاجتماعي في المرافق والتغليف لتعزيز الارتباط بين تجربة الضيافة والوجود الرقمي. ينبغي استخدام رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل لتسهيل الوصول إلى قائمة الطعام وعمليات الحجز. وأخيراً، يُفضل استخدام مصطلحات شائعة تتعلق بالمسابقات والأحداث لزيادة الظهور في نتائج البحث، مع اعتماد لغة دعائية تتناسب مع العلامة التجارية.
٤- إيجاد هوية مميزة:
هي من أولى الأسس الواجب اتباعها عند بناء الفكر التسويقي والدعائي لأي جهة، فأنت بحاجة إلى شخصية ولغة تعبر عن علامتك التجارية بدقة ومثالية، إذا كنت ترغب في تمييز نفسك عن الآخرين. لن يساعدك ذلك على التواصل مع جمهورك بفعالية فحسب، ولكنه سيحسن صورة علامتك التجارية الذهنية أيضاً، حيث إن إيجاد الهوية المحددة بدقة سيدفعك لإيجاد جوانب التميز في حملاتك الدعائية. ولن يصبح الأمر معقداً إذا كنت محدداً لنقاط بيعك التجارية المميزة، وهي نقاط التنافس الفريدة (نقطة البيع الفريدة – USP) التي تقدمها عبر أغذيتك أو خدمات الضيافة الخاصة بمطعمك أو مشروعك المعني بهذا المجال. وتذكر دائماً أن ما تقوم بنشره من قوالب دعائية مختلفة – نصوص وصور ومقاطع فيديو – هي رسائلك إلى الزبائن والمتابعين على صفحاتك الخاصة، وهي وسيلة اتصالك مع جمهور المتفاعلين معك، لذا احرص على أن تمتلك هذه المنشورات شخصية مميزة وجذابة تذهل كل من يتعرض لها وتثير إعجابهم والعديد من التساؤلات في أذهانهم، وهي الخطوة الأولى نحو التحفيز والتوجيه. ولكن احذر من نقطة هامة للغاية، وهي أن تحافظ على اتساق وثبات وتوحد هذه الشخصية وهذا الصوت الدعائي عبر كافة محتوياتك المنشورة على حساباتك الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مع اختلاف الخصائص التي توفرها لك هذه المنصات وتنوع القواعد التي تأطر أساليب ونظم عملها.
٥- التتابع والاتساق والدقة:
وتعنى بطرح المنشورات بشكل متواصل ومستمر بدون توقف، وباتساق وترابط تام بين كل الأفكار والقيم التي تقدمها منشوراتك، إما على نفس المنصة أو عبر مختلف حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى؛ وذلك لتتيقن من تقديم فكرة واحدة متكاملة ومؤثرة إلى زبائنك ومتابعيك.
وتتوافق الجزئية السابقة مع ضرورة مراعاة جوانب الابتكار من آن لآخر في صياغة المنشورات وعرض السلع والمنتجات والخدمات الغذائية، حتى تتجنب شعور الملل والتكرار فيما تقوم بعرضه عليهم، وبالتالي ستصبح الصورة الذهنية المتكونة عن علامتك التجارية أنها لا تمتلك روحاً مميزة، وأن ما تسعى لتقديمه لا يضيف أي جديد.
لذلك، في حال كان مطعمك يعتمد على نشر العروض الموسمية أو الخاصة، عليك مراعاة الابتكار فيها ووضع لمسات التميز والتطور المرئية والدعائية التي تجسدها، حتى تحصل على التحفيز والتوجيه المثالي المطلوب من استراتيجياتك الدعائية.